رجال رائعون خفيفو الظل والدم والعقل والدين
04 - ديسمبر - 2020 , الجمعة 09:08 صباحا
الرئيسية ⇐ مروان الغفوري ⇐ رجال رائعون خفيفو الظل والدم والعقل والدين
نحن نعلم أن كل شيء قد انتهى وأن الجثة لم يعد ممكنا إنعاشها. سنعترف تباعا بهذه الحقيقة. وحتى ذلك الوقت سنتآزر قائلين إن الحوثيين أوهن من بيت العنكبوت. كلنا نعلم الحقيقة حتى إن آل جابر/الحاكم السعودي لليمن أشهد الله والناس بالأمس قائلا إن الحوثيين يعتدون على الجار المسلم. كتب تدوينته على طريقة واغارتاه. هذا وهو عبد المعين. في العام 2014 التقيت مجموعة من الصحفيين في صنعاء وكان بينهم صحفي مرموق. كان يرفع يده إلى محاذاة رأسه ويقول: قسما بالله لو تركنا الحوثيين إنهم ما عايدوا من هانا لاهانا. يقصد: لن ينجحوا حتى في اقتحام قرية. وكانت نظريته تقول إن الحوثيين مجرد وهم وأنهم أوهن من بيت العنكبوت. نالت نظريته الرضا حتى إنه لم ير من داع للرد على أسئلتي. كانت صنعاء آنذاك عامرة بالناس الذين يشبهون هذا اللواء عبد الغني جميل. وهو رجل من رجال هادي. أعود إلى السنوات العشر الماضية وأستعيد كل شيء. كان واضحا أن هذا المآل هو أكثر الاحتمالاتِ وفي 2010 كتبت مقالة في صفحة كاملة على جورنال المصدر بعنوان: اليمن على بعد خطوتين من اللحظة الزميبابوية. ثم صارت لحظة زميبابوي حلما بعيد المنال. ذهبنا في الطرق الخاطئة. وحتى عندما سلكنا الطرق الجيدة فقد مضينا فيها مصطحبين أسوأ البشر. نهتف خلف مناضلين منقعين بالكراهية والخفة والسلطوية. لنتذكر مظاهرات 2011 ضد نظام صالح. تلك الأيام التي لم نجد لها اسما ولا صفة حتى الآن. سرعان ما انزلقت من أيام مجيدة, مهرجانات رائعة لاستعراض مفاهيمنا ونوايانا حول الديموقراطية الليبرالية ودولة القانون .. إلى صراع مميت وانتحاري داخل الكتلة نفسها/ وبينها وبين النظام. تصدر الصراع من الجانبين الرجال الذين على شاكلة عبد الغني جميل. وهو رجل رائع خفيف الظل والدم والعقل والدين. وهكذا فقد انفصلت تلك الاحتجاجات عن طريقها ولم يبق منها الآن سوى حفنة من الشتامين والمهفوفين وعبيد السوء. أو بعض الحالمين الرائعين الذين يقلبون أبصارهم داخل هذا الجحيم ولا يدرون ما الذي سيفعلونه بكل هذه النيران والهزائم.
في اليمن يدخل الناس يومياً في غيبوبة تأخذ أغلب النهار، كل المساء، ونصف الليل.
في الغيبوبة الاختيارية يصبح كل شيء على ما يُرام، ويتحدث عن الناس عن احتمال نشوب حرب بين أميركا وكوريا. يبدي الغائبون الطيبون تخوفاً عميقاً حيال ذلك الأمر.
في اليمن هيمنت الشجرة اللعينة على أمس، و على كل احتمالات الغد. »
التعليقات لاتوجد تعليقات
هل ترغب بالتعليق على الموضوع ؟
تم إرسال التعليق بنجاح , أنتظر الموافقه على نشره من الإدارة
|